عندما تقول الترويكا للمعارضة : كش مات

Imprimer
Publié le Dimanche 15 Décembre 2013 à 21:26
لم  تستطع أحزاب المعارضة من هول الصدمة أن تكمل آخر الجلسات الليلية للحوار الوطني ولا أن تحضر المؤتمر الصحفي للمنظمات الراعية : لقد تمخض الحوار الذي كان من المفترض أن يقلب الطاولة على حكومة الترويكا، بعد ولادة عسيرة، عن رئيس جديد للحكومة بمباركة المنظمات الراعية، هو وزير في حكومة الترويكا الحالية... ليس من الضروري أن تكون محللا سياسيا فذا لترى في ذلك انتصارا كبيرا للترويكا الحاكمة التي استطاعت أن تستحوذ على مقود الحوار الوطني في كل مراحله وأن تجلب المعارضة إلى حيث أرادت.

في نفس الليلة وعلى بعد أمتار من مقر وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الذي احتضن جلسات الحوار الوطني، يحقق الكتاب الأسود لرئاسة الجمهورية الذي أقام دنيا الأزلام ولم يقعدها هدفه الساحق حينما يصادق نواب الشعب في المجلس التأسيسي على قانون العدالة الانتقالية في يومين اثنين بعد أن نفضوا عنه غبار الرفوف أين قضى الشهور الطوال نتيجة الصفقات والمؤامرات التي قادها الأزلام حتى لا يرى هذا القانون النور. وقعت المصادقة على هذا القانون التاريخي بعد الموافقة على مقترح كتلة المؤتمر لإضافة جريمة أخرى لجرائم نظام الفساد والاستبداد: تدليس الانتخابات...

أحزاب المعارضة انسحبت إذن من الحوار الوطني بالضربة القاضية بلغة الملاكمة أو بكش مات بلغة الشطرنج : قبول رئيس حكومة جديد من وزراء حكومة الترويكا بعد أن رفضت أحزاب من المعارضة قبل أسبوع وزيرا من حكومتي محمد الغنوشي والباجي قايد السبسي...

.... كل الخطط الاستراتجية والمناورات التكتيكية المتعارف عليها وظفتها الترويكا في ملعب الحوار الوطني : تقاسم ذكي للأدوار بين الثلاثي، سياسة فرق تسد في صفوف الخصم، تحييد كل من ليس معك حتى لا ينظم إلى صفوف الخصم، الهجوم من اليسار أو من الخلف حينما ينتظر الطرف المقابل هجوما من اليمين أو من الأمام... النهضة والتكتل يفاوضان بدهاء من داخل الحوار   والمؤتمر يقطع الطريق من خارج الحوار على عودة أي وجه من وجوه النظام البائد... الأيام العشر الأواخر شهدت درسا سياسيا كبيرا : انسحاب أحزاب الترويكا لتترك المجال رحبا إلى حلبة; الصراع بين أحزاب المعارضة : الحزب الجمهوري ضد النداء، التحالف الديمقراطي ضد الجبهة الشعبية، الانقسامات الداخلية للنداء...

اختيار المهدي جمعة رئيسا جديدا للحكومة بمباركة المنظمات الراعية هو هدية رأس السنة من جبهة الإنقاذ الانقلابية للترويكا لاعتبارات عديدة لعل أهمها تسهيل الانسحاب من الحكم في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تفرض قرارات مؤلمة وغير شعبية لكن ضرورية، ابتداء من مشروع الميزانية للسنة المقبلة، التفرغ للتحضير للانتخابات ; القادمة بعيدا عن ضغط الحكم، فتح المجال لكفاءة تونسية مرموقة بما أن السيد المهدي جمعة هو التونسي الوحيد الذي وصل إلى رتبة مدير عام في مجمع دولي يعد من أكبر المؤسسات في العالم   ، تحييد فعلي للمنظمات الراعية وللقوى الإقليمية وللمؤسسات المالية العالمية، إزالة آخر العقبات أمام الدستور والانتخابات و تحميل المسؤولية للمعارضة أمام الشعب ; وأمام العالم في صورة افتعال أي عقبة أخرى...

ويبقى الدرس الأكبر الذي أتمنى أن تكون المعارضة الانقلابية قد استوعبته أخيرا: الثورة حررت هذا الشعب الذي لن يحكم مستقبلا إلا ممن اختارهم هو في صناديق الاقتراع خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وديمقراطية، ولا مجال بعد اليوم للوصول إلى الحكم بانقلاب على ظهر دبابة أو على ظهر حمار


أبو سلمى


Soyez des journalistes citoyens

Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant  ici.

GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer
avec un pseudo
.
 

Commentaires 

 
#3 bonne analyse
Ecrit par arabi     13-02-2014 12:10
cette analyse est vraiment objective, elle démontre bien la paralysie idéologique de soit disons l' opposition, opposé a quoi reste a savoir? au lieu de proposer des solutions aux problèmes de la société tunisienne, ils se chamaillent pour le partage du "camembert".....
 
 
+1 #2 Bravo
Ecrit par Tounsi     04-02-2014 11:56
الله يرحم والديك يا أبا سلمى
 
 
+3 #1 Excellent!
Ecrit par Ayoub     01-01-2014 14:50
لا فض فوك يا أخا العرب
 
Ces commentaires n'engagent que leurs auteurs, la rédaction n'en est, en aucun cas, responsable du contenu.