تونس، رسالة إلى وزير التربية |
Publié le Mercredi 14 Novembre 2012 à 14:49 |
صيحة فزع، أجد نفسي مدفوعا قسرا إليها، لأرسل بها إليك و إلى أعضادك ممن عُهد إليهم بالتحكم في مصير أبنائنا التلاميذ، الذين هم، كما ; تعلمون ويعلم كل من له عقل لبيب، عدة المستقبل و حملة مشعل هذه البلاد، و عليهم نعقد الآمال الجميلة لبناء تونس التقدم، تونس الحضارة
فلذات أكبادنا أصبحوا، منذ العهد السابق، و خاصة في العشرينية الأخيرة منه، و إلى يوم الناس هذا، بعد الثورة، أصبحوا فئران تجارب، لا نكاد نفرغ من تجربة، إلا لتتلوها أخرى، زيد أبناءنا بعدا عن التحصيل العلمي الهادف و البناء، و تقذف بهم و بنا، نحن الأولياء، إلى أتون الحيرة و ضغط الدروس اليومية و الخصوصية و المسائية و الإضافية وو... ثم ينتهي العام الدراسي، ونبحث عن النتيجة، فنجد حصادا هزيلا و تحصيلا ضعيفا لا يعكس بحق ما بذل من جهد و مال في سبيل تحصيل العلم و الارتقاء في مدارج العرفان. مصيبة كبرى يعاني منها الأولياء و التلاميذ، أصبحت أزلية، كالمرض العضال الذي حار أمهر الأطباء في علاجه، هذه المصيبة تتمثل في الدروس الخصوصية الإضافية. هذه الصراط أصبحت قدرا محتوما على الجميع، كل التلاميذ، ومن ورائهم كل أوليائهم، عليهم الانخراط القسري في هذه الصراط و يا ويح من يحيد عنها، فالويل و الثبور لمن تحدثه نفسه بالتمرد عليها، وإلاّ سيكتوي التلميذ بنار غضب سيدي أو سيدتي، و سيحشر في زاوية القسم، و ستناديه سيدتي ، أمام أقرانه، لتعْلمه بعجزه عن متابعة تعليمه، إن لم ينقذ نفسه و يجب ;ر وليه على التسجيل في الدروس الخصوصية. بالله عليكم يا جهابذة البيداغوجيا، هل يعقل أن يطالب التلميذ الصغير منذ السنة الأولى بالدروس الخصوصية، فإن الضغط النفسي و الأدبي الذي يسلطه المعلم و الأستاذ على التلميذ، لأقوى بكثير من ألف قانون. عندما يخرج المعلم أو الأستاذ وثيقة أعدها و كان عليه ; أن يقدمها لتلاميذه ، في إطار خطته النبيلة، و لكنه يلوح بها أمام أنظار تلاميذه الحيارى، أن عليهم باقتنائها إن أرادوا الحصول على معدلات النجاح.. كل المجتمع التونسي يعلم هذا و يعاني من سوق الدروس الخصوصية، التي أصبحت بالمزاد العلني و في كل المواد و كل مستويات الدراسة. أصبح العلم يشترى بالمال، و أي مال، إنه مال كثي لجمعه، السواد الأعظم من المعلمين و الأساتذة، إلا من رحم ربك وهم قلة قليلة، مازالت تخشى الله، و تحمل بحق أنبل رسالة، ألا و هي رسالة العلم، في زمن التسابق المحموم;حو الثروة و الثراء الفاحش. والسبب في استفحال هذه المصيبة، هو ما جادت به قريحة جهابذة البيداغوجيا و فطاحلة علوم التربية، ضمن ذلك القانون الجائر الذي يمكن التلميذ الذي يجري امتحان الباكلوريا، م ; دعم بنسبة 25 بالمائة، من المعدل السنوي للترفيع في معدل الباكلوريا. من هنا إنطلقت سوق عكاض لبيع الـ25 بالمائة، و أصبحت المزادات مفتوحة على مصراعيها، و انطلقت رحلة العذاب ; و الجري و راء السراب للتلميذ ووليه، بل إن العديد من الأولياء أصبحوا يتجشمون عناء التنقل بعشرات الكلمترات للوصول إلى الأستاذ أو المعلم الفريد من نوعه، سيد عصره، العلا مة في علوم الأرض و السماء للفوز ببعض الحصص النادرة الوجود. و كأني بعلماء تونس ألأفذاذ، في علوم التربية و التعليم، في آخر هذا الزمان، لم يكفهم ما بلغوه من سبق عظيم، في التنقيص من قيمة باكلوريا تونس ، بنسبة الربع، بعد أن كنا نباهي;ها في المحافل الدولية. كأني بهم لم يكفهم ذلك، فاخترعوا علما جديدا أسموه ، التعليم النموذجي، و ابتكروا إذا، الإعدادية النموذجية و المعهد النموذجي. و لله در هذا المبتكر العلامة، فمنذ ذلك القرار الجريء، إنطلق السباق المحموم نحو الفوز بمقعد في الإعدادية النموذجية، أو في المعهد النموذجي، و الحقيقة أنني زرت بعض تلك المؤسسات التي يقال عنها أنها نموذجية، بصفتي وليا، كتب لأبنائه، أن يدرسوا بتلك المؤسسات، فلم أر فيها ما يميزها عن بقية المؤسسات، لا من حيث البنية التحتية و لا من حيث التسيير البيداغوجي، و رغم ذلك فإن آلة البروبقندا و ممارسسات مافيا المال الفاسد و الثراء الفاحش ، جعلت منها مورد الضمآن لأبنائنا،; الذين أصبحوا معقدين، فاقدين لطاولتهم ، يلهثون وراء سراب إسمه النموذجي. و انقسم بذلك التلاميذ الأقران إلى أثرياء يمكنهم أن يشتروا المعلومة، للمرور إلى النموذجي، و فقراء ليس لهم من حول و لا قوة، و لا سبيل لهم لمواصلة دراستهم إن استطاعوا، إلا المؤسسات العادية التي يعرف القاسي و الداني ما آلت إليه حالها من تدهور و فساد سوء حال في البنية التحتية و الموارد البشرية و المادية. ثم يواصل المتشدقون المنظرون، و خاصة منهم أولئك الذين يحملون ريشة علماء التربية و التعليم، يواصلون الحديث عن مجانية و ديمقراطية و شعبية التعليم في تونس، أنهم يسخرون من الشعب التونسي، و أن نظراءهم بالخارج يعلمون جيدا ما آلت إليه منظومتنا التربوية من ضعف وهزال وهوان. ولكي نوقف هذا النزيف، الذي أصبح يهدد بلادنا في صميم أعز ثروة نملكها، و أهم مورد نعول عليه على الإطلاق، و أي ثروة أهم و أعز من فلذات أكبادنا؟ لكي نوقف هذا النزيف، أناشدكم لذمة و الضمير; ، و أنا أعلم علم اليقين، بأن فئة قليلة، مازالت ماسكة على جمرة من نار، من معلمين وأساتذة إداريين و أولياء، أناشدكم تحقيق مطالب ثلاثة فقط: – إلغاء العمل بنسبة إلغاء العمل بنسبة 25 بالمائة في امتحان الباكلوريا، و ترك الفرصة لأبنائنا و بناتنا لأبراز كفاءاتهم الحقيقية للتدرج باستحقاق في مدارج العلم و العرفان. إلغاء المدارس و المعاهد النموذجية و فتح المجال أمام ابنائنا و بناتنا للتباري في تحصيل العلم ، و العمل على تمكين الفقراء و محدودي الدخل منهم من نفس الفرص المادية و الأد بية التي تتوفر لأقرانهم، ضمانا للعدل و الديمقرطية و المساوات للجميع. التصدي بكل الوسائل القانونية و الأدبية و الإعلامية إلى المعلمين و الأساتذة من تجار المال الفاسد والجشعين الذين يلهثون و راء جمع الثروة على حساب جيوب الأولياء من أجل القطع النهائي مع ممارساتهم الدنيئة ٠ و الله الموفق في كل حال أبو أسامة
Soyez des journalistes citoyens Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant ici. GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer avec un pseudo. |
Commentaires
Ecrit par Teacher 28-11-2012 20:51
و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين
أنا أستاذ و أقف معك بقوة لمنع الدروس الخصوصية و ليس كما يقولون تقنينها
Ecrit par Royaliste 17-11-2012 16:43
il faut que le citoyen contribue au financement de l'école, du lycée et des universités
une trés garnde partie des tunisiens ne paient pas leurs impots et pourtant ils exigent la gratuité scolaire, la gratuité des soins et les subventions des produits de base:
si le tunisien veut une education de qualité il faut mettre la main dans la poche, il le fait deja pour les cours particulier.
les restaurateurs, les professions libérales, les electriciens, plombiers, medecins, commercants : ne paient pas la juste part d'impots et veulent une éducation de qualité : ca ne marche pas.
en Tunisie seul le 'chahhar' paie ses impots et c'est seulement lui qui peut exiger quelque chose, les autres fraudeurs ils n'ont pas le droit de raler
Ecrit par Mohamed 1 16-11-2012 12:42