سالم لبيض يعترف بتراجع القيم لدى الشعب التونسي

Imprimer
Publié le Lundi 21 Octobre 2013 à 14:48
مرت قرابة الأسبوع على ظهور وزير التربية السيد سالم لبيض في قناة حنبعل يوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 ليلقي الضوء على عدة تساؤلات وعدة نقاط بقيت غامضة لدى الأولياء والمواطنين متعلقة اغلبها بغياب المدرسين في الابتدائي والإعدادي والثانوي و ليوضح الأمر المتعلق بالبنية التحية للمؤسسات التربوية التي أصبحت تهدد حياة عديد الأشخاص داخل الحرم المدرسي بسبب سقوط أسقفها أو تعرية أساسها أو انشقاق أصاب جدرانها ، وكان أهم ما جاء على لسان الدكتور  سالم لبيض، ان ما تعانيه وزارة التربية اليوم هو نتيجة حتمية لسلوك دأب عليه الشعب التونسي منذ عقود سواء من المدرسين المباشرين للتدريس بمؤسساتهم التربوية أو المتعاملين في المجال البيداغوجي أو الإداري وكذلك المتدخلين غير التابعين للتعليم مثل المقاولين أو الصناعيين الذين يشاركون في مناقصات لتزويد الوزارة ومؤسساتها بخدمات مثل البناء والتشييد أو التجهيز أو المبيتات وغيرها من الخدمات الحياتية اليومية التي تؤمنها وزارة التربية عبر عديد الأطراف الخارجية ،و أوضح أن هذه المعاناة هي تراجع للقيم الأساسية الماسكة لكل مجتمع والتي تضمن استمراره في الزمن أو ابتعاده عن صفوف الدول الراقية الباحثة عن الازدهار والتقدم والتطور على مختلف المستويات بما فيه المستوى القيمي; الأخلاقي.

لقد مرر سالم لبيض رسالة مبطنة إلى الشعب التونسي بأنه إذا رغب في النجاح عليه أن يتخلى عن الكذب والخداع والمغالطة ،ولكن المؤسف أن ردة الفعل كانت عكسية فنقابة ا
لتعليم الثانوي عبرت عن استياءها وقررت الدخول في إضراب لساعة وبدأت ردود الفعل تتواتر ضد وزير التربية لأنه قال البعض من الحقيقة ، الكل انطلق في حملة تشويه ضد الوزير وكيف إتهم رجال التربية باتهامات غير حقيقية وحتى الأطباء بعضهم أراد أن يكتسب بطولة ثورية فانطلق في نقد ما أثاره الوزير ، في حين كان من المفترض أن يقوم هؤلاء جميعا ليصطفوا صفا واحدا ضد الفساد بكل أشكاله وضد الكذب والخداع الذي يأتيه البعض من الموظفين في الدولة تجاه إداراتهم وعددهم كبير وكثير ، سالم لبيض لم يأت بشيء جديد و انه لم يحلل الأشياء ببقدرما قدم ما هو موجود في وزارة التربية التي كانت على مدى عقود تتولى إخفاء الحقائق والى اليوم فيها عناصر تريد إخفاء الحقائق ، إن غياب المدرسين أمر تعوّد عليه المواطن وأصبح عادة ولكن هذا لا يمنع الحديث على انه أمر مخالف للقيم والكل يعلم والأولياء يعلمون ذلك أن المدرسين يتغيبون عن عملهم بشهادات طبية أصلية ولكن دواعيها باطلة في فترة الامتحانات وخاصة الأسبوع المغلق ليقدموا أسبوعا أو أسابيع مغلقة لتلاميذهم في بيوتهم في نطاق الدروس الخصوصية أما من يشعر بالقلق فيكفي أن يلتحق بطبيب أمراض نفسية فيمتعه براحة  تمتد من يوم إلى عدة أشهر مع نصحه بعدم ملازمة الفراش وهكذا لن تتمكن الإدارة من القيام بزيارة مراقبة له في بيته لأنه مريض نفسي وليس بدني وحتى وان تفقدته فلن يكون في بيته بل في مستودع مأجور يقدم دروس خصوصية للمحتاجين .

أما ما ذكر السيد الوزير عن أن البنية التحتية لبعض المدارس والمعاهد هي في حالة سيئة نتيجة المقاولين والمحسوبية التي كانت  تعتمد في وقت ما فهذا يؤكد أيضا أن الخداع متأصل في البعض فحتى حصول المقاول على المناقصة ليس سببا بان يجعله يسرق في كميات الاسمنت والحديد ولكن الجشع أقوى فهو يريد أن يأخذ
المناقصة بالمحاباة والمحسوبية وكذلك يريد ان ينفق القليل من المال ومن يتولى مراقبته من إدارة التربية أو إدارة التجهيز فيمكن مساعدته على بناء بيته حتى يغض الطرف عن التجاوزات فماذا تعني مثلا 50 مليون من المليمات امام مليار ونصف من المليمان .

الحقيقة أن ما ذكره سالم لبيض هو واقع معاش في كامل تونس ووزارة التربية هي مثال مصغر لما يحدث في كامل الوزارات والإدارات والمنشات العمومية وكان من المنتظر أن تتجاوب مع وز ير التربية كل مكونات المجتمع المدني ليؤيدوا كلامه وليقفوا وقفة رجل واحد ضد الفساد ولكن ما أتابعه اليوم هو وقوف الجميع وقفة رجل واحد ضد الإصلاح فالكل يريد بقاء الوضع على حاله لأنه السبيل الوحيد للثراء غير المشروع والهروب من المحاسبة وانعدام الأدلة . بقي السيد سالم لبيض يغرد خارج السرب ، حديث الوزير كان وكانه يروي قصة وقعت في زمن غابر ف
ي دولة غير تونس في زمن الجهل والأمية ، هل يعلم الناس أن سالم لبيض هو وزير التربية للجمهورية التونسية اليوم في حكومة ما بعد الثورة وما بعد الانتخابات التشريعية ؟ هل ما ذكره الوزير يهم الحكومة أم هي غير معنية ؟ هل ما ذكره الوزير يهم المجلس التأسيسي أم لا ؟ هل ما ذكره الوزير يهم رئاسة الجمهورية أم لا ؟ يبدو ان الشعب التونسي ورئاساته الثلاثة يعيشون في غيبوبة مستمرة .إن ما أثاره سالم لبيض هو لب الموضوع وهو سر تقدم الشعوب .عندما يذكر وزير أن بعض الأطباء يقدمون شهادات طبية بموجب وبدون موجب وان هذا الأمر يساهم في تراجع التنمية الشاملة للبلاد وان هذه الأمر ينقص من سلطان الدولة وان هذا الأمر يخلف نتيجة عكسية لدى التلاميذ و ويشعر ان الكبار لا يكترثون و لا يهتمون للوطن والوطنية وعند ما يعرف التلميذ أن أستاذه اخبره بأنه سيغيب غدا عن القسم ثم يطلب منه أن يأتي لتلقي درسا خاصا بالبيت وعندما تنهار مدرسة ويعلم المواطن والتلميذ أن الإدارة ساهمت بطريقة أو بأخرى في عدم انجاز المشروع حسب المواصفات وانه وقع التلاعب بكميات الحديد والاسمنت وتمت سرقة المال المخصص للمشروع ، ستنهار الثقة في كامل مكونات الدولة وفيما بين الشعب  وتنهار الأمة . كل هذه القراءات الم يتفطن إليها المرزوقي الذي اصدر أمرا بإطلاق سراح المسجونين والمجرمين في نطاق حقوق الإنسان أليس الشعب التونسي والتلميذ التونسي أحق بهذا العفو؟ كيف يصبح الخداع هو العملة الصعبة في بلاد تبحث عن استقرارها ؟ نحن بحاجة اليوم إلى رجال صادقين في خدمة البلاد وليس تجار حديث مثل رؤساؤنا الحاليين ، لا احد منهم ذكر التربية أو أبدى استعداده للنهوض بقطاع التربية كلهم يرغبون في إبقاء هذا الشعب تحت الهمجية والفوضى ليسهل سرقته ومغالطته.

سامي بلحاج
كاتب صحفي

Soyez des journalistes citoyens
Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant
  ici.
GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer avec un pseudo
.
 

Commentaires 

 
#2 التلذذ بعقاب الاخرين
Ecrit par khadhri     11-04-2014 07:41
عندما يكون قلب الانسان يحقد ولا يرحم ويرفض العفو على المسلم اخاه فهذا هو النفاق والحقد والكراهية التي لا هيه من طبيعة الاسلام ولا حتى الصهائنه بل اسميها المرض النفسي ..فملخص الكلام هو ان لم تستحي فافعل ما شئت العالم يفرح عندما يسمع عفو حتى على مجرم تعلموا الادب
 
 
+1 #1 RE: سالم لبيض يعترف بتراجع القيم لدى الشعب التونسي
Ecrit par nadjalabelle@hotmail     03-12-2013 14:35
لا اختلف مع السيد سالم لبيض في ما اتاه من حديث و لكن لماذا يقوم هو بدوره في الكذب و المماطلة من خلال استقالته المزعومة؟ على كل هو ايضا تونسي و ينتظر ربما ان يبدا شخص اخر في القطع مع القيم التي اطنب في ذكرها
 
Ces commentaires n'engagent que leurs auteurs, la rédaction n'en est, en aucun cas, responsable du contenu.