كلمة المهدي جمعة : حكومة الكفاءات في الميزان

Imprimer
Publié le Mardi 13 Mai 2014 à 11:55
غدا الاربعاء الموافق لـ14 ماي، يقدم رئيس الحكومة المؤقتة المهدي جمعة كلمة تتزامن مع مرور نحو 100 يوم على تسلم حكومته السلطة التنفيذية ، هذا التزامن يُعطي لما سيعلنه أهمية ، خاصة بالنسبة للفاعلين السياسيين و المراقبين و المهتمين بالشأن العام عموما .
 
أما المواطن العادي فلا أعتقد أنه سيهتم كثيرا بالأرقام التي ستُقدم أو بالبحث في دلالات و خلفيات ما سيُعلن عنه ، لأنه يقيّم دائما الحكومات من خلال وضعه المعيشي و مقدرته الشرائية و لا يهتم بالأرقام بقدر اهتمامه بانعكاس هذه الارقام على حياته اليومية .

سياسيا يمكن اعتبار كلمة السيد مهدي جمعة غدا فاصلا مهما في تجربة حكومة الكفاءات ، وربما ترسم مسار ما تبقى من المرحلة الانتقالية ، مما يعني ضرورة التعامل معها بجدية وخاصة الابتعاد عن "رسائل الطمأنة " الفاقدة لأي اسس واقعية و ميدانية ، مثلما كانت تفعل حكومتي "الترويكا".

الطمأنة الحقيقية في كشف حقائق الواقع ، ورئيس الحكومة مطالب بكشف حقائق الأزمة الاقتصادية و درجة خطورتها لرفع كل اللبس القائم حاليا.
 
يدرك السيد مهدي جمعة ان ما كان صرح به:" الوضع اصعب مما كنا نتصور.."  والأرقام التي كان قدمها وزير المالية ، تم التشكيك فيها من المسؤولين الحكوميين في حكومة "الترويكا"  وثمة من اعتبرها " خطأ اتصالي" مما خلق مناخا من الضبابية في تقدير حقيقة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد .

المواطن هو أول من دفع تبعات الأزمة الاقتصادية  وهو من سيدفع غدا تبعاتها ، وعليه هو المعني أكثر من غيره بفهم ما يحدث حوله ، بعيدا عن أي توظيف سياسي .

حكومة الكفاءات هي احدى افرازات الحوار الوطني الذي ضبط خريطة طريق محددة البنود، لكن تقييم كل من شارك في الحوار أن تنفيذ هذه البنود يسير ببطء ، بما في ذلك الملفات المرتبطة فقط بالحكومة .

لماذا هذا البطء ؟ وماهي العراقيل الموضوعية و الذاتية التي تحُول دون التقدم في انجاز ما تم التوافق عليه ، اسئلة تتطلب الاجابة الدقيقة دون البحث عن ترضية هذه الجهة أو تلك .

ان أي تأخير في تفكيك العراقيل ستكون له تداعياته على بقية المسار الانتقالي خاصة ان مدة صلوحية هذه الحكومة محددة دستوريا.
نورالدين المباركي.


Soyez des journalistes citoyens
Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant  ici.
GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer avec un pseudo.

.