تونس، "الفوضى الأمنية " لا تفسر وحدها انتشار الإرهاب

Imprimer
Publié le Mardi 18 Février 2014 à 10:57
 
العمليات الارهابية  في تونس تأخذ في كل مرة شكلا جديدا ، لكن التعاطي معها أمنيا و سياسيا وإعلاميا يتم بالوسائل و الخطاب ذاته  ، حتى أصبح من الممكن من الآن تقدير ردود الفعل حول العملية القادمة.

المسألة ليست مرتبطة فقط بنقص الخبرة و التجربة في التعاطي مع ملف الارهاب عندما يأخذ شكلا متصاعدا ، إنما بسوء تقدير حقيقة انتشار و تمركز هذا السرطان في تونس مثل الاعتقاد ان الاصرار لفظيا على مقاومة الارهاب و اصدار البيانات المنددة به واستدعاء المحللين والخبراء على "البلاتوات" التلفزية ليكرروا في كل مرة الاسطونة ذاتها ، هو كفيل بمقاومته .

الارهاب في تونس لم يعد فقط حقيقة موضوعية بل تجاوز ذلك الى التمركز الميداني بما يمكن هذه الجماعات من التخطيط و التنفيذ و المناورة و الانسحاب الى ملاذات آمنة ، وهذه خطوة متقدمة في أي عمل تنظيمي ولا يمكن أن تتم دون توفر غطاء سياسي و أمني.

جغرافيا ضرب الارهاب في أغلب مناطق البلاد ( بئر علي بن خليفة " صفاقس" ، سليانة ، باجة ، سيدي بوزيد ، القصرين ، جندوبة ، سوسة ، العاصمة ، بنزرت ...الخ) ، أما من ناحية الأشكال فقد اعتمدت هذه الجماعات ، الاغتيال السياسي والعبوات الناسفة و العمليات الانتحارية ، والكمين والكمين المموه و تلغيم السيارات ، أي تقريبا أغلب الاشكال التي يمكن ان يعتمدها الارهابيون.

يتم هذا في رقعة جغرافية صغيرة ( مقارنة بليبيا و الجزائر ) و في عدد سكان محدود.
 
الفوضى الأمنية"   وخصوصيات المراحل الانتقالية لا يمكن وحدها أن تفسر هذا الانتشار و التمركز وهذه المرونة في التحرك ، ثمة غطاء سياسي و أمني ساهم في مساعدة هذه الجماعات على انجاز أولى خططها في التمركز ، وإذا عدنا الى  تصريحات  عدد من المسؤولين السياسيين و الامنيين سنتي 2011 و 2012 ، سنقف على حقيقة هي أن التقليل من خطورة الارهاب و اعتباره فزاعة الاعلاميين ، كان احد جوانب الغطاء السياسي و الأمني الذي تمتعت به هذه الجماعات للتمركز.

لا يمكن مقاومة الارهاب اليوم دون الكشف عن كل من تورط في توفير هذا الغطاء السياسي و الأمني و ساعد الارهاب على التمركز ليصل الى هذه الخطورة في تونس.


نورالدين المباركي

اعلامي

 

Soyez des journalistes citoyens
Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant  ici.

GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer avec un pseudo.