السياسة وغياب الوازع الديني و الأخلاقي |
Publié le Mardi 03 Octobre 2017 à 17:24 |
كلنا يهاب الموت ومنا من يهابها في حد ذاتها ومنا من يخشى خاصة ما بعدها. انها ثنائية الإيمان والإلحاد والإنسان حر، يختار احد النجدين. الوازع الديني مرتبط شديد الإرتباط با لموت وبالعمر ولذا نراه عادة يتجلى بصورة أوضح وأقوى كلما تقدم الشخص المؤمن في العمر. طبعا، الأعمار بيد الله بالنسبة للمؤمنين او هي "خارجة عن البرمجة" بالنسبة للملحدين وما تدري نفس في اي وقت تموت ولكن الإحصاء وعلم الإحصاء ينبئاننا بأن الموت مرتبط خاصة وأولا بالتقدم في العمر. التقدم في العمر ينئى بصاحبه، اذا كان له وازع ديني وأخلاقي، عن الكثير من الأفعال والأعمال ومنها مثلا التجارة.
يقول ابن خلدون في مقدمته أن "خلق التجار نازلة عن خلق الأفاضل وبعيدة عن المروءة\". ذلك أن التاجر "مدفوع الى معاناة البيع والشراء وجلب الفوائد ولا بد في ذلك من المكايسة والمماحكة والتحذلق وممارسة الخصومات واللجاج وهي عوارض هذه الحرفة (...) وهذه الاوصاف تغض من الزكاء والمروءة". لأجل هذا، نرى وأن التجار غالبا ما يتركون التجارة ويورثونها ابناً أو حفيدا أو قريبا إذا تقدموا في السن. فلا مناص ولا مفر من أن يأكل التاجر مال هذا ويبخس حق هذا ويظلم هذا ولا يعدل مع ذاك وهذا لا يرضاه من كان له وازع ديني وأخلاقي وبخاصة حين يتقدم في العمر. نفس الأوصاف والشروط تتوفر في حرفة أخرى وهي السياسة. السياسة معركة شرسة ومجال تتدنى فيه الخلق; كما أشرنا اليه في التجارة ومعلوم ان كثيراً من السياسيين موصوفون برداءة الخلق وبسفالة الطور. ليس كلهم طبعا ولكن السياسي لا يتوانى عن الفعل العنيف او القول الكاذب حتى;قضي حاجته وهذا يشمل حتى سلب الحقوق او قتل النفس وازهاق الروح. هذا اذا ما يجعل الشيوخ والطاعنين في السن ينئون عن السياسة ودوائرها اذا كانت لهم بذرة وازع ديني وأخلاقي. أما المتشبثون الملتصقون بها، المصرون على البقاء في مجالها فهم عادة يفتقرون لما بينت أعلاه. هؤلاء يثيرون لدي إحساسا غريبا يمتزج فيه شعور بالشفقة بآخر أظن انه التقزز. من هنا كان محل الشاهد الشعبي الذي يصف الرجل (او المراة ربما ولكن المثل قيل في الرجال) "شائب معصاوي". اطال الله عمر الجميع وابعدني واياكم عن مثل هذه الخلق. سامي بوصفارة |