Tunisie : Hamadi Jebali décide de ne pas se présenter à la présidentielle

Publié le Vendredi 19 Septembre 2014 à 13:43
Hamadi JebaliHamadi Jebali annonce, ce vendredi 19 septembre, sa décision de ne pas se présenter à l’élection présidentielle. Dans une longue déclaration publiée il y a quelques minutes sur sa page officielle, l’ancien chef du gouvernement, et ex-secrétaire Général d’Ennahdha affirme avoir décidé en toute conscience et en toute indépendance de ne pas se présenter en cette étape à l’élection présidentielle.

Jebali motive sa décision par le fait de ne pas vouloir affaiblir et effriter les forces de la révolution et du bien, d’aller de l’avant en matière de construction démocratique et par souci d’empêcher le retour de la polarisation, fausse et destructrice, sur la base de la religion,  de l’identité, et de la région, ce qui fait poindre le retour de la violence, sous ses différentes formes, et ouvre la porte à l’ingérence étrangère, et menace notre projet démocratique dans son ensemble.

Hamadi Jebali plaide pour le consensus. "Notre pays a besoin de consensus autour de la  gestion de la période à venir, mais avec un choix et un plébiscite populaire, dans le cadre des valeurs de la révolution et du respect de la constitution et ses principes, et  non sur la base d’arrangements partisans et personnels de conjoncture, étriqués, ambigus et suspects", souligne-t-il.

Ci-après le texte de sa déclaration en arabe :

دخلت بلادنا والحمد لله في طور متقدّم من الزمن الانتخابي ومن تتويج مرحلة الانتقال الديمقراطي بعد مسار تأسيسي لم يكن سهلا حفّت به العديد من المصاعب والمخاطر أمكن تجاوزها بإرادة توافقية على أرضية الشرعية التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر 2011.

 
سيكون النجاح في تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة نجاحا لكل التونسيات والتونسيين ورسالة بليغة منهم جميعا لكل من يعمل على اعاقة التجربة أو الانحراف بها عن مسارها الصحيح أو تعطيل العملية السياسية لحسابات شخصية أو حزبية أو نتيجة عمليات إرهابية عمياء، أن التونسيين ملتفون حول ثورتهم ومسارها الانتقالي وأنهم لن يقبلوا أبدا بغير تحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة والتنمية.

 
وبالإضافة إلى ما في الانتخابات من قيمة أصلية باعتبارها ممارسة ديمقراطية، هي البوابة الحقيقة للعبور ببلادنا نحو بناء الديمقراطية وبناء منوال تنموي جديد كما ستكون آلية لمزيد من الفرز الحقيقي بين قوى الثورة والديمقراطية القادرة على بناء تونس الجديدة وبين قوى الردة والجذب إلى الوراء والعودة بتونس إلى الفساد والاستبداد.


ستمثّل الانتخابات المقبلة اختبارا حقيقيا لكل الأحزاب السياسية وهي تحاول إقناع الناخب التونسي بعيدا عن الوعود الخادعة بمدى قدرة برامجها على تحقيق إنتظاراته في التنمية والعدالة الاجتماعية والعيش المشترك الكريم والآمن ضمن معادلات وتوازنات مالية واقتصادية صعبة تستدعي معالجات هيكلية عميقة وخيارات جريئة كل ذلك في إطار من المصارحة والشفافية على أرضية قيم الثورة وأهدافها في الحرية والكرامة والعدالة وحقوق الانسان.
 

ولعل من أوكد مستلزمات نجاح مرحلة البناء القادمة هو ابتعاد النخب السياسية بأحزابها وقياداتها وخاصة من ستفرزهم الانتخابات في البرلمان والرئاسة عن الاستقطاب السياسي والتجاذب الأيديولوجي الحاد، العقيم، المفتعل والمهدد للسلم المجتمعي.

وان كان ولابد، فليكن استقطابا سلميا محمودا بين قيم العدالة والحرية وخدمة الوطن،  وبين دعاة الفتنة والعصبيات المقيتة وعودة الاستبداد والفساد في كل مظاهره ورموزه، مدعومين بقوى لم تستطع التخلص من ارثها المثقل بنزعة الهيمنة وتغليب المصالح الضيقة وعداوتها المتأصلة لكل نفس تحرري لشعوبنا.

نعم تحتاج بلادنا الى وفاق حول ادارة المرحلة القادمة ولكن باختيار وتزكية شعبية في اطار قيم الثورة واحترام الدستور وانفاذ مبادئه. لا عن تفاهمات حزبية أو شخصية مرحلية ضيقة غامضة ومسترابة.

انطلاقا من هذه الاعتبارات وعلى رأسها عدم اضعاف وتشتيت قوى الثورة والخير والتقدم في البناء الديمقراطي الذي ننشده للمرحلة القادمة وحرصا على استقرار هذا الاستقطاب المحمود في الفترة القادمة وعدم عودة الاستقطاب المفتعل الهادم على اساس الدين أو الهوية أو الجهة الى المشهد السياسي من جديد مما ينذر بعودة العنف بكل أشكاله ويفتح الباب امام التدخل الخارجي ويهدد مشروعنا الديمقراطي المنشود برمته، فاني قررت بمنتهى الوعي والاستقلالية عدم الترشح في هذه المرحلة للانتخابات الرئاسية

وسأبقى مجندا مناضلا لتحقيق أهداف ثورتنا المجيدة والصد عن محاولات الردة بكل أشكالها رافعا لواء الوطن في الحرية، كل الحرية لكل انسان في ربوع هذا البلد الطيب داعما لنهضة أمتنا مدافعا عن القضايا الانسانية العادلة.

سأساهم ايجابيا متحررا من كل الحسابات والقيود في انفاذ هذا المشروع الوطني داعما مناصرا لكل ترشح بمعيار الأصلح والأقدر والأوفى فوق كل اعتبار حزبي أو جهوي أو شخصي

وبهذه المناسبة أتوجه بالاعتذار والشكر الى كل من دعاني مخلصا أو انتظر ترشحي الى هذا المنصب وأدعو كل أبناء شعبنا للإقبال المكثف على ممارسة حق وواجب

 
الانتخاب، فكل صوت أمانة.

والله من وراء القصد

 

والسلام

تونس في 19 سبتمبر
2014